يقول الشاعر بشار بن برد:

إذا كنت في كل الأمور معاتبا .. صديقك، لم تلق الذي لا تعاتبه

وعلى أثر هذا البيت ينبهنا إلى أهمية التغاضي والغفلة عن بعض الأمور من الأصدقاء بشكل خاص، فالتدقيق في كل أمر يقوم به صديقك ومعاتبته عليه سيأتي بالنفور منك، وقد ورد في كلام العرب: “التمس لأخيك سبعين عذرا” و روي عن عمر -رضي الله عنه- أنه قال: (لا تظن بكلمة صدرت من أخيك شرًا وأنت تجد لها في الخير محملًا).

فالأفعال أو الأقوال الصادرة من صديق أو قريب دائما احملها على أوجه عدة تكون فيها نفسك صافية على صديقك أو قريبك، فإن طال غيابه عنك أو قل اتصاله بك، فاحمل ذلك على كل محمل حسن، وأنت لا تعرف خوافي الناس، وإن رأيت نفسك قد أعطيته الأعذار حتى انتهت.

فاستوضحت منه دون عتاب، فلربما يكون يريد أن يصفي ذهنه من بعض الأمور، وثق أن صديقك سيقدر لك ذلك، لأنك استوضحت بعض الغموض دون عتاب، وقدرت موقفه.